نجوم الفن يدخلون عصر الحروب الإلكترونية
عمرو دياب وتامر حسني
تحولت بعض المواقع والمنتديات إلى ساحات عراك حول النجوم والنجمات في
العالم العربي، وأضحت منصة إطلاق للشائعات المتبادلة، وهو ما دفع بعض
النجوم إلى تأجير "محترفي الإنترنت" لمتابعة الهجوم عليهم والقيام بالرد
والدفاع عنهم، والدخول في حرب إلكترونية.
عندما دخل النجم عمرو دياب في صراع مع شركة "روتانا"، وبدأت حملة انتقادات
لعمرو على الإنترنت، بلغت حد اتهامه بأنه كان وراء تسريب ألبومه بنفسه،
كنوع من الحرب مع "روتانا"، فوجئ المتابعون للأمر بدفاع مستميت من محبي
عمرو دياب على الشبكة، وأصبحت هناك حرب إلكترونية بين أعداء وأصدقاء عمرو،
ونفس الأمر تكرر من قبل مع المطربة لطيفة التي أنشأ بعض جمهورها جمعية
بعنوان "محبي لطيفة"، وهؤلاء لا يتوانون عن الرد على أي انتقاد أو شائعة
تتعرض لها لطيفة على الإنترنت أيضا.
ويعتبر المطرب كاظم الساهر من أكثر النجوم الذين تشهد الإنترنت معارك بين
أعدائه وأصدقائه، وفي الوقت الذي يتعرض فيه لهجوم وشائعات وتجريح تجد من
يدافع عنه فورا وباستماتة؛ لكن أحدث النجوم الذين دارت مؤخرا حرب على
"الإنترنت" بسببهم هو تامر حسني، فهناك مواقع ومنتديات تهاجمه وتشكك في
وطنيته بسبب قضيته الشهيرة؛ التي دخل السجن فيها بتهمة تزوير شهادة الخدمة
العسكرية، وفي المقابل هناك من يدافعون عنه، ويتحدثون عن نجاحه وجماهيريته
الضخمة بل ويلقبونه بـ"ملك الجيل".
أما تامر نفسه فيؤكد صحيفة الخليج الإماراتية مؤخرا أنه لا يلتفت كثيرا
إلى الهجوم عليه في بعض المنتديات والمواقع، ولا يهتم أصلا بالبحث عمن
يكون وراء هذا الهجوم، وهل هو نوع من الحرب الفنية ضده أم لا؟ وإن كان
تامر لا يستبعد احتمال أن يكون هذا الهجوم من خلال المنتديات، متعمدا على
أن هناك تجاوزات في الكلام عنه تؤكد أن الأمر ليس مجرد آراء عادية من فئة
من الجمهور.
لكن في المقابل يشعر تامر حسني بسعادة لأن هناك من يدافع عنه من جمهوره
بدافع الحب فقط، ومن دون أن يطلب هو من أحد أن يفعل هذا، ويضيف تامر أنه
لو كانت الآراء التي تكتب أحيانا ضدي على الإنترنت موضوعية لاهتممت بها
وتعلمت واستفدت منها مثلما أهتم تماما بآراء النقاد والجمهور في أغنياتي؛
لكن المشكلة أن بعض المنتديات والمواقع تحولت إلى شتائم فقط وفرصة للهجوم
على نجاحي كفنان، ولذلك لا أشغل نفسي بها.
سلاح ذو حدين
أما الفنان أشرف عبد الباقي فيؤكد أن الإنترنت أصبح سلاحا ذا حدين لأي
فنان مثلما يستفيد منه، وممكن أيضا أن يتعرض للضرر بسببه، خاصة أن المواقع
والمنتديات الفنية انتشرت بشكل كبير وأصبحت هناك شائعات يتعرض لها النجوم
من خلال الإنترنت من دون معرفة من وراءها، ولذلك اهتم أشرف بإنشاء موقع
رسمي لنفسه يقدم من خلاله للجمهور أخباره الحقيقية.
ويضيف أشرف أنه مثلما هناك من يحب فنانا معينا ويدافع عنه هناك أيضا من لا
يحبه، وربما يتجاوزون في عدم حبهم إلى انتقاده بأساليب غير لائقة سواء
كانوا يفعلون هذا لمجرد الإثارة أو مدفوعين من أحد لا فرق وقتها لأن
النتيجة واحدة، والفنان الذكي هو الذي لا يلتفت أبدا لتلك الحروب
الإلكترونية، وإذا كان هناك نجوم يهتمون ويطلبون ممن حولهم أن يردوا أيضا
من خلال الإنترنت فإن الأفضل في كل الأحوال أن يكون للفنان موقع يتحدث مع
جمهوره من خلاله، وأنا كنت من أوائل الفنانين الذين اهتموا بالمواقع،
وبعدها بدأ فنانون آخرون بالاهتمام بأن تكون لهم مواقعهم الرسمية للرد على
أي هجوم أو شائعات.
استهلاك مرفوض
وتعترف الفنانة الشابة زينة بأنها تعرضت لشائعات كثيرة جدا بعضها كان
مصدره الإنترنت، خصوصا أن هناك محترفين في هذا المجال؛ لكنها لم تشغل
نفسها كثيرا هل يفعلون هذا لمجرد الترويج لمنتدياتهم ومواقعهم أم أن هناك
حربا متعمدة ضدها، كما أنها في المقابل لم تفعل مثل غيرها ممن يدفعون لبعض
محترفي الكمبيوتر ليدافعوا عنهم، لأن اعتمادها الأكبر على جمهورها نفسه
الذي يرد على أي شائعات بدافع من الثقة فيها، والفنان عندما يجد من يدافع
عنه دون مقابل تكون سعادته أكبر؛ لكن أن يشغل النجم نفسه بأن يكون له
أصدقاء على الإنترنت ليواجهوا أعداءه فإن هذا يستهلكه جدا، خصوصا أن
الفنان في مصر يفعل كل شيء بنفسه وليس لديه وقت كافٍ أيضا ليدخل حربا على
الإنترنت، وتختتم زينة كلامها بانفعال قائلة "الحكاية مش ناقصة كفانا صحف
الإثارة".
أما الناقد الفني رؤوف توفيق فيرى أن تلك المنتديات كان يجب أن تصبح ظاهرة
صحية يتناقش من خلالها الجمهور حول أعمال الفنان أو حتى ينتقدون بعض
تصرفاته الشخصية بشكل مهذب؛ لكنها مثل وسائل إعلام أخرى تجاوزت ما يجب أن
تكون عليه وأصبحت وسيلة للهجوم والتشهير بالنجوم، والبعض يفعل هذا الآن
بدافع التجارة، على اعتبار أن تلك المواقع والمنتديات أصبحت في جزء كبير
منها عملية تجارية، وهم يبحثون عن الإثارة التي تروج لمواقعهم ومنتدياتهم
على حساب النجوم؛ ليكسبوا أكثر، والنجم الذكي لا يتورط في الانسياق وراء
هذه المواقع، ويكفيه أن يكون له من يدافعون عنه من جمهوره ومحبيه، خصوصا
إذا كانوا يفعلون هذا بدون أي دوافع لأن انشغال النجم بحرب أعدائه
وأصدقائه على الإنترنت مؤكد سيستهلكه ويؤثر في عمله
